للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فأبى عليهم وتبع رضا أصحابه.

فقال بجير المسلىّ:

- «إنّ حاجتي إليك ألّا أقتل مع هؤلاء، إنّى أمرتهم أن يخرجوا [٢٦٥] بأسيافهم فيقاتلوا حتّى يموتوا كراما، فعصونى.» فقدّم ناحية فقتل.

[كلام آخر بنحو آخر من الاستعطاف]

ثمّ إنّ مسافر بن سعيد بن نمران قال لمصعب:

- «يا بن الزبير، ما تقول لله إذا قدمت عليه وقد قتلت أمّة من المسلمين صبرا حكّموك فى دمائهم وكان الحقّ فى دمائهم ألّا تقتل نفسا مسلمة بغير نفس، فإن كنّا قتلنا عدّة رجال منكم فاقتلوا عدّة من قتلنا منكم وخلّوا سبيل بقيّتنا وفينا رجال كثير لم يشهدوا موطنا من حربنا وحربكم يوما واحدا كانوا فى الجبال والسواد يجبون الخراج ويؤمنون السبل.» فلم يستمع له. فقال:

- «قبح الله قوما أمرتهم أن يخرجوا ليلا على حرس سكّة من هذه السكك فنطردهم ثمّ نلحق بعشائرنا، فعصونى حتّى نموت الآن ميتة العبيد، فأنا أسألك ألّا تخلط دمى بدمائهم.» فقدّم ناحية فقتل. فكان عدد من قتل صبرا ستة آلاف سوى من قتل فى المعركة.

[توبيخ من عبد الله بن عمر لمصعب على فعله هذا]

[٢٦٦] فلقى مصعب بن الزبير يوما عبد الله بن عمر، فسلّم عليه، فأعرض عنه ابن عمر، فقال:

<<  <  ج: ص:  >  >>