للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الورّاد [١] بقصد إبراهيم وأنفذ إليهما مددا من جهته فاستجابا له وزحفا إليه وزحف إسماعيل فهرب إبراهيم إلى أرمينية وكان جستان بن شرمزن قريبا منه فاستولى على عسكره وملك المراغة وأضافها إلى أرمية.

[غزو سيف الدولة الروم]

وفيها غزا سيف الدولة فى جمع كثير فأثّر فى بلدان الروم آثارا عظيمة وأحرق وفتح حصونا وحصل فى يده سبى كثير وأسارى وانتهى فى غزوه إلى خرشنة فلمّا أراد الخروج أخذ الروم عليه المضايق فما تهيّأ له أن يتخلّص إلّا بجهد عظيم هو ونحو ثلاثمائة غلام وهلك باقى أصحابه أسرا وقتلا وارتجع منه السبي كلّه والأسارى والغنيمة وأخذ جميع خزائنه وسلاحه وكراعه وقتل من الوجوه الذين معه [٢] حامد بن النمس وموسى بن سياكان والقاضي أبو حصين [٢٤٠] وكان معه من المسلمين ثلاثون ألفا وخرج أهل طرسوس من طريق آخر فسلموا.

[ذكر السبب فى سلامتهم ومصاب سيف الدولة]

كان هذا الرجل أعنى سيف الدولة معجبا يحبّ أن يستبدّ برأيه وألّا تتحدث نفسان أنّه عمل برأى غيره وكان أشار عليه أهل طرسوس بأن يخرج معهم لأنّهم علموا أنّ الروم قد ملكوا عليه الدرب الذي يريد الخروج منه وشحنوه بالرجال فلم يقبل منهم ولجّ فأصيب المسلمون بأرواحهم وأصيب هو بماله وسواده وغلمانه.


[١] . الورّاد: كذا فى الأصل ومط. والمثبت فى مد: الرواد.
[٢] . وزاد فى مد بين المعقوفتين: كانوا، وهو مقدّر مفهوم من سياق الكلام.

<<  <  ج: ص:  >  >>