للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفى هذه السنة قتل شيبان الحرورىّ ذكر الخبر عن مقتله وسببه

كان علىّ بن جديع وشيبان مجتمعين على قتال نصر بن سيّار، لمخالفة شيبان نصرا. لأنّ شيبان خارجى وعلىّ بن جديع يخالف نصرا، لأنّه يمان ونصر مضرىّ، ولأنّ نصرا قتل أباه وصلبه. فلمّا صالح علىّ بن الكرماني أبا مسلم وفارق شيبان تنّحى شيبان [٢٩٤] عن مرو لأنّه علم أن لا طاقة له بأبى مسلم وعلىّ بن جديع مع تآلفهما واجتماعهما على خلافه، وقد هرب نصر من مرو. فأرسل إليه أبو مسلم يدعوه إلى بيعته، فأرسل إليه شيبان:

- «بل أنا أدعوك إلى بيعتي.» فأرسل إليه أبو مسلم:

- «إن لم تدخل فى أمرنا، فارتحل عن منزلك.» فأرسل شيبان إلى ابن الكرماني يستنصره فأبى. فسار شيبان إلى سرخس، واجتمع إليه جمع من بكر بن وائل. فبعث إليه أبو مسلم تسعة من الأزد فيهم المنتجع بن الزبير، يدعوه إلى المسالمة. فأرسل شيبان إلى رسل أبى مسلم فحبسهم. فكتب أبو مسلم إلى بسّام بن إبراهيم مولى بنى ليث ببيورد يأمره أن يسير إلى شيبان فيقاتله، ففعل، فهزمه بسّام واتّبعه حتّى دخل المدينة، فقتل شيبان وعدّة من بكر بن وائل. فقيل لأبى مسلم:

- «إنّ بسّام ثائر بأبيه وهو يقتل البريء والسقيم.» فكتب إليه أبو مسلم، فقدم واستخلف على عسكره.

ولمّا قتل شيبان مرّ رجل من بكر بن وائل يقال له: خفاف، [١] برسل أبى مسلم الذين كان حبسهم شيبان، فأخرجهم وقتلهم.


[١] . الضبط فى الطبري: خفاف (بفتح الخاء) .

<<  <  ج: ص:  >  >>