للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

المسلمين، وكان أولى به إجراؤه على فرائضه وردّه فى مواضع حقّه، وليس بخارج من نفعك ما عاد بنفع العامّة من رعيّتك.

- «وأمّا ما ذكرت من حمل أهلك فإنّ يدي المشرفة على أمرهم، وإن كنت بالمحلّ الذي أنت به من حقّ القرابة ولم أر من حملهم على سفرهم مثل الذي عرّضتهم له بالسفر من شهم [١] وإن أر ذلك من ذى قبل، أوجّههم إليك مع الثقة من رسلي، إن شاء الله.» ولمّا ورد الكتاب على المأمون قال:

- «لطّ دون حقّنا يريد أن يوهن بالمنع قوّتنا ثمّ يتمكّن من الفرصة فى مخالفتنا.»

[كتاب المأمون إلى أعيان العسكر ببغداد]

ورأى المأمون والفضل أن يختارا رجلا يكتب معه إلى أعيان العسكر ببغداد، فإن أحدث الأمين للمأمون خلعا صار إلى التلطّف، لعلم أحوال أهلها بالكتب التي معه وإن لم يفعل من ذلك كنس فى خفية وأمسك عن إيصالها وكان نسخة الكتاب:

«أمّا بعد [٤٥] فإنّ أمر المؤمنين كأعضاء البدن تحدث العلّة فى بعضها فيكون كره ذلك مؤلما لجميعها، وكذلك الحدث فى المسلمين يكون فى بعضهم فيصل كره ذلك إلى سائرهم، للذي


[١] . كذا فى الأصل ومط. ما فى آ: شتمهم. وليست الكلمة موجودة فى الطبري (١١: ٧٨٧، ٧٨٨) .
ولعلّه من قولهم: شهم الرجل: أفزعه. شهم الفرس: زجره.

<<  <  ج: ص:  >  >>