للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الله مكانه. فمات أيضا وتمّ أمر المقتدر.

ودخلت سنة ستّ وتسعين ومائتين

وفيها كانت فتنة عبد الله بن المعتزّ ذكر الخبر عن ذلك

كان التدبير وقع [١] بين محمّد بن داود بن الجرّاح مع الحسين بن حمدان على إزالة أمر المقتدر [٦١] بالله ونصب عبد الله بن المعتزّ مكانه، [٢] وواطأ على ذلك جماعة من القوّاد والكتّاب والقضاة. [٣] فركب يوما العبّاس بن الحسين يريد بستانه المعروف ببستان الورد، فاعترضه الحسين بن حمدان وعلاه بالسيف وقتله. وكان إلى جانبه فاتك المعتضدي يسايره فصاح بالحسين منكرا عليه، فعطف عليه الحسين وقتله.

واضطرب الناس، وركض الحسين بن حمدان قاصدا إلى الحلبة مقدّرا أن المقتدر هناك يضرب بالصوالجة فيقتله فلمّا سمع المقتدر الضجّة بادر بالدخول إلى داره وغلّقت الأبواب دون الحسين، فانصرف إلى الدار المعروفة بسليمان بن وهب بالمخرّم، وبعث إلى عبد الله ابن المعتزّ يعرّفه تمام التدبير فنزل عبد الله من داره التي على الصراة وعبر إلى المخرّم، وحضر القوّاد والجند وأصحاب الدواوين وفيهم علىّ بن عيسى ومحمّد بن عبدون، وحضر القضاة ووجوه الناس سوى أبى الحسن ابن الفرات وخواص المقتدر فبايع من حضر عبد الله بن المعتزّ وخوطب بالخلافة وانعقد له الأمر ولقّب:

المرتضى بالله.


[١] . فى مد: يقع. خلافا للأصل.
[٢] . سقط من مط: مكانه.
[٣] . سقط من مط: القضاة.

<<  <  ج: ص:  >  >>