أصلح أمره مع توزون وابن شيرزاد وحمل مالا فأقرّ على عمله وأنفذت الخلع اليه.
ووقف عمه أبو الحسين على ذلك ويئس مما كان شرع فيه ولم يقطع توزون أطماعه فيه.
[ذكر الخبر عن قتل أبى الحسين البريدي]
لما يئس أبو الحسين البريدي من معاونة تلحقه فى فتح البصرة سعى فى أن يكتب لتوزون ويقبض على ابن شيرزاد وصح ذلك عند [١][١١٦] ابن شيرزاد فاستوحش من أبى الحسين ومن توزون فجلس فى منزله أياما وما زال توزون يراسله ويترضاه حتى كتب إليه وأخذ فى التدبير عليه.
فلمّا كان يوم السبت لستّ خلون من ذى الحجة أنفذ أبو العباس وكيله وصافى حاجب توزون إلى أبى الحسين البريدي فقبضا عليه وأحدراه إلى دار صافى وضرب هناك ليلة الأحد ضربا عنيفا وقيّد وأحدر إلى دار السلطان وبسط ابن شيرزاد لسانه فيه أقبح بسط وذكر معايبه وأذكر بذنوبه.
وكان أبو عبد الله محمد ابن أبى موسى الهاشمي أخذ فى أيام ناصر الدولة فتوى الفقهاء والقضاة بإحلال دمه فأظهرها فى هذا الوقت فلمّا كان بعد أسبوع من القبض عليه استحضر الفقهاء والقضاة وأحضر أبو الحسين البريدي وجمعوا بين يدي المستكفى بالله وأحضر السيف والنطع ووقف السيّاف بيده السيف وحضر ابن أبى موسى الهاشمي ووقف فقرأ ما أفتى به واحد واحد من إباحة دمه على رؤوس الأشهاد وكلما قرأ فتوى واحد منهم سأله هل هي فتواه فيعترف بها حتى أتى على جماعتهم وأبو الحسين البريدي يسمع ذلك