للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كلّه ويراه ورأسه مشدود والسيف مسلول بإزائه فى يد السيّاف.

فلمّا اعترف القضاة والفقهاء بالفتوى أمر المستكفى [١١٧] بالله بضرب عنقه فضربت من غير أن يحتجّ لنفسه بشيء أو يعاود بكلمة أو ينطق بحرف وأخذ رأسه وطيف به فى جانبي بغداد ورد إلى دار السلطان وصلبت جثّته حيث كان حديديّه مشدودا فيه لما ظفر بدار السلطان فبقى مصلوبا هناك أياما.

ثم قرأت صكا على الجهبذ بثمن بواري ونفط اشتريت بتسعة دراهم لإحراق جثّته فأحرقت للنصف من ذى الحجة.

وقبض على الوزير أبى الفرج السامرّىّ وصودر على ثلاثمائة ألف درهم فكانت مدة وقوع اسم الوزارة عليه اثنتين وأربعين يوما.

وفى هذه السنة طالب المستكفى بالله القاهر بأن يخرج من دار السلطان ويرجع إلى دار ابن طاهر فامتنع فسأل فيه أبو أحمد الفضل بن عبد الرحمن وهو يومئذ يكتب للمستكفى بالله على خاصّ أموره ورفق بالقاهر وضمن أن ينزله عنده ولا يردّه إلى دار ابن طاهر.

قال أبو أحمد: فلمّا قلت له ذلك استجاب بعد أن سألنى عن منزلي فى أى جانب هو فقلت: فى الشرقي ناحية سوق يحيى. فسكنت نفسه إلى ذلك واستجاب حينئذ وأنزلت به إلى طيّارى بعد أن غيّرت زيّه فإنّى وجدته ملتفّا فى قطن حشو جبّة [١] وفى رجله نعل خشب مربعة. فلمّا حصل فى الطيّار عبرت به [١١٨] من إزاء دارى وأومأت إلى الملاحين إيماء من غير أن أنطق بحرف.


[١] . كذا فى الأصل ومط: حشو جبّة. والمثبت فى مد: محشوّ جبة.

<<  <  ج: ص:  >  >>