فاستمال أبا الهيجاء الجماقى واجتذبه الى نفسه وهمّ مكاشفة يغما وأخذه وقد كان يغما وثب الغلمان عليه ووضعهم على مطالبته والخرق به.
وأحس يغما باعتقاد أبى جعفر فيه وتدبيره عليه فتجعد عن لقائه والاجتماع معه ثم خاف بادرته. وكان [٨٠] أبو جعفر مهيبا متّقى فخرج إلى جسر النهروان ليفعل ما يفعله على الطمأنينة والامان وعبر ديالى لاشفاقه من أسراء أبى جعفر خلفه، وتبعه جماعة من وجوه الغلمان ثم فارقوه ورجعوا عنه.
وتأخر المال الذي وعده مهذب الدولة بإنفاذه اليه ووعد هو الغلمان به فبطل أمره بذاك ومضى وعبر من الصافية إلى الجانب الغربي ولحق بأبى الحسن على بن مزيد وأقام عنده وأقطع أبو جعفر إقطاعه وما كان فى يده ببادوريا لأبى الهيجاء الجماقى.
وفيه فاض ماء الفرات على سكر قبين وغرق سواد الأنبار وبادوريا وبلغ الى المحول وقلع حيطان البساتين واسود فى الصراة.
وفى يوم الأحد لست بقين منه صلب أبو حرب كاتب بكران على باب حمام بسوق يحيى وجد فيه مع مزيّة جارية بكران على حال ريبة.
وفى يوم السبت مستهل رجب أخرج أبو جعفر الحجاج أبا الحسن على ابن كوجرى فى جماعة من الديلم والأكراد إلى المدائن لدفع أصحاب بنى عقيل عنها.
[شرح ما جرى عليه الأمر فى ذلك وما اتصل به من خروج أبى اسحق إبراهيم أخى أبى جعفر وهزيمته]
سار أبو الحسن على بن كوجرى إلى المدائن فنزلها وانصرف دعيج