للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأوصله إلى القاهر فعرّفه أنّه قد استوزر أبا علىّ ابن مقلة واستخلفه له إلى أن يقدم وأمره أن ينتقل [١] إلى دار مفلح ليقرب عليه إذا طلبه ففعل ولقيه أصحاب الدواوين وهنّأوه وأمر ونهى.

تشاغل القاهر بالبحث عمّن استتر

وتشاغل القاهر بالبحث عمّن استتر من أولاد المقتدر وحرمه وبمناظرة والدته وكانت فى علّة عظيمة من فساد مزاج وابتداء [٣٨٨] استسقاء ولمّا وقفت على ما لحق ابنها من القتل وأنّه لم يدفن جزعت جزعا شديدا ولطمت رأسها ووجهها وامتنعت من المطعم والمشرب حتّى كادت تتلف ورفق بها رفقا كثيرا إلى أن اغتدت بيسير من الخبز والملح وضربت الماء.

ثمّ دعاها القاهر فقررها بالرفق مرّة وبالتهديد مرّة فحلفت له على أنّه لا مال لها ولا جوهر إلّا صناديق فيها صياغات وثياب وفرش وطيب وأنّ هذه الصناديق فى دار تتصل بالدار التي كانت تسكنها من دار السلطان ووقفته على تلك الدار وتلك الصناديق وقالت:

- «لو كانت عندي مال لما سلّمت ولدي للقتل.» فضربها حينئذ بيده وعلّقها بفرد رجل وأسرف فى ضربها على المواضع الغامضة من بدنها [٢] ولم يرع لها إحسانها وقت اعتقال المقتدر إيّاه ولمّا أوقع بها المكروه لم يجد زيادة على ما اعترفت به طوعا.

فلمّا كان مستهلّ ذى القعدة حضر يلبق وعلىّ ابنه ومعهما أبو القاسم الكلوذانى دار السلطان فأوصلهم إلى حضرته فطالبوه بحمل مال إلى مونس المظفّر لينفق فى صلة البيعة فحدّثهم بما فعله بوالدة المقتدر [٣٨٩] وأنّه


[١] . فى مط: يقفل، بدل «ينتقل» .
[٢] . فى مط: يديها، بدل «بدنها» .

<<  <  ج: ص:  >  >>