للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ضربها بيده مائة مقرعة ضرب التقرير على المواضع الغامضة من بدنها فما أقرّت بدرهم واحد غير ما كانت أقرّت به عفوا وقال لهم:

- «هي بين أيديكم.» ثمّ أدخلهم إلى الدار التي فيها الصناديق فإذا فيها ثياب وشى وديباج رومي [١] وتسترىّ مثقّلة بالذهب وفرش أرمنىّ [٢] وخزّ رقم وديباج وصناديق فيها ثياب فاخرة وصياغات يسيرة ذهب وصياغات كثيرة فضّة وطيب كثير من عود هندىّ وعنبر ومسك وكافور وتماثيل كافور [٣] قيمة ذلك نحو مائة وثلاثين ألف دينار وقيمة التماثيل نحو ثلاثمائة ألف درهم فتسلّم أكثر ذلك مونس المظفّر ليباع فتركوا بعضه ليخدم به القاهر.

وصودر جميع أسباب المقتدر وظهر الفضل بن جعفر فعنى به مونس ويلبق وابنه وخاطبوا فيه القاهر فقال:

- «هذا كان وزير المقتدر ولا بدّ من مصادرته.» فبذل عشرين ألف دينار عاجلة فقال مونس:

- «أنا أزن هذا المال عنه فإنّه ثقة عفيف كاتب ديّن.» ورسم أن يقلّد ديوان الضياع المقبوضة عن والدة المقتدر وديوان أولاد المقتدر وما قبض عنهم وعن سائر الأسباب وأكرم كل إكرام وصار إلى [٣٩٠] الكلوذانى فقام له لمّا حضر ولمّا انصرف ووقّع له القاهر بجميع تلك الدواوين التي ذكرتها فتسلّم الدواوين ولم يؤثر فيها شيئا لأنّه لم يستحسن وكان بالأمس وزير المقتدر أن يتقلّد اليوم ديوان المقبوضات عن والدته وأولاده وأسبابه فاستحضر الكلوذانى هشاما وقلّده ذلك أزمّة وقلّد أبا محمّد


[١] . فى مط: ثقفىّ، بدل «رومىّ» .
[٢] . كذا فى الأصل ومط: أرمنىّ. والمثبت فى مد: ادمىّ، خلافا للأصل.
[٣] . تماثيل كافور: كذا فى الأصل ومط ومد.

<<  <  ج: ص:  >  >>