فأنفذ إليه الراضي ماكرد الديلمي من الساجيّة وعرّفه أنّه قلّده الإمارة ورئاسة الجيش وجعله أمير الأمراء وردّ إليه تدبير أعمال الخراج والضياع وأعمال المعاون فى جميع النواحي وفوّض إليه تدبير المملكة وأمر بأن يخطب له على جميع المنابر فى الممالك وبأن يكنّى، وأنفذ إليه الخلع واللواء مع ماكرد الديلمي وخادم من خدم السلطان وانحدر [٥٣٣] إليه أصحاب الدواوين كلّهم وجميع قوّاد الساجيّة والحسن بن هارون. فلمّا حصلوا بواسط قبض على الساجيّة وعلى الحسن بن هارون قبل أن يصلوا إليه وحبس الساجيّة ونهبت رحالاتهم وقيل للحجريّة:
- «إنّما فعلنا ذلك بالساجيّة لتتوفّر أموالكم.» وورد الخبر بذلك إلى بغداد وكان قد بقي من الساجيّة ببغداد خلق فخرجوا إلى الموصل وإلى الشام. واستوحش الحجريّة ببغداد لما جرى على الساجيّة بواسط فقصدوا دار السلطان وأحدقوا بها وضربوا خيمهم حولها ووجّه ابن رائق بمونس الأفلحى وبارس الحاجب إلى بغداد فضربوا خيمهم فى باب الشمّاسيّة وقلّة لؤلؤ الشرطة ببغداد. ثمّ أصعد محمّد بن رائق من واسط يوم الجمعة لعشر بقين من ذى الحجة ومعه بجكم. فرتّب محمّد بن رائق فوق الوزير وخلع عليه وركب إلى مضربه فى الحلبة وحمل إليه من دار السلطان الطعام والشراب والفواكه عدّة أيّام وخدمه فى ذلك خدم السلطان.
واجتمع إليه الغلمان الحجريّة وسلّموا عليه وأمرهم بقلع خيمهم من دار السلطان والانصراف إلى منازلهم ففعلوا.