وأخلى مصر. فدخلها الخليجي فندب السلطان لمحاربة الخليجي. فاتكأ مولى المعتضد وضمّ إليه بدرا الحمّامى وجعله مشيرا [١] عليه فيما يعمل به وضمّ إليه قوّادا وجندا كثيرا وأمر بسرعة السير.
[ودخلت سنة ثلاث وتسعين ومائتين]
وفيها ورد الخبر بأنّ الخليجي المتغلّب على مصر واقع كيغلغ وجماعة من القوّاد بالقرب [٤٤] من العريش فهزمهم أقبح هزيمة.
وفيها ورد بغداد قائد من أصحاب طاهر بن محمّد بن عمرو بن الليث الصفّار مستأمنا يعرف بأبى القابوس مفارقا عسكر السجزيّة مع جماعة كثيرة من أصحابه.
[ذكر السبب فى ذلك]
كان السبب في ذلك أنّ طاهر بن محمّد بن عمرو بن الليث تشاغل باللهو والصيد ومضى إلى سجستان للصيد والنزهة فاستولى على فارس الليث بن علىّ بن الليث وسبكرى مولى عمرو بن الليث، فدبّر الأمور والإسم لطاهر، فوقع بينهما وبين أبى قابوس خلاف، فصار إلى باب السلطان فقبله وخلع عليه وعلى جماعة معه وأكرمه. وكتب طاهر إلى السلطان يسأله ردّ أبى قابوس إليه ويذكر أنّه كان استكفاه بعض أعمال فارس، وأنّه جبى المال فخرج به معه ويسأله، إن لم يردّ إليه، أن يحتسب له بما ذهب به من مال فارس ممّا صودر عليه. فلم يجبه السلطان إلى شيء من ذلك.
[١] . فى الأصل: مسيرا (بالسين المهملة) . والتصحيح من مط.