للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وبات الفريقان على أهبة لمباكرة الحرب والمناجزة [٣٣] وكان وشمكير ضرب عدّة خركاهات للمصافّ ونصب المطارد والأعلام وأحضر الطعام للناس وأجلس ما كان فى الصدر يأكل ويطعم ويجلس من يرى ووشمكير قائم متردّد على رسمهم فى ذلك. فكان ما كان يقول:

- «يا با طاهر، لم تأكل معنا ثمّ تتوفّر على النظر بعد ذلك؟» فيقول: «يا با منصور، نحن بازاء أمر قد قرب انفصاله. فإن كان لنا فسوف نأكل معا ونطعم وإن كان لغيرنا فسوف يأكل ويطعم.» وكانا يتعاملان معاملة النظراء ويتخاطبان بالكنى ويتساويان فى جميع أحوالهما. فما استتمّوا طعامهم حتّى ورد عليهم الخبر بأنّ ابن محتاج رحل عن موضعهم عادلا عن سمتهم إلى إسحاقاباذ ليجتمع معه العدد الذي أنفذه ركن الدولة، لأنّه كان سار على طريق قم وقاشان. فارتحلا جميعا فى الوقت إلى هذه القرية، وأعاد المصافّ بها ووافى ابن محتاج وقد عبّى جيشه كراديس.

ذكر حيلة فى الحرب تفرّق بها الجيش المجتمعون ودخل بينهم الغدر فأزال تعبئتهم وهزمهم

تقدّم ابن محتاج إلى أصحابه أن يطرقوا القلب ويلحّوا عليه وكان فيه ما كان وجمرة العساكر [١] وان يتطاردوا لهم ويستجرّوهم ثمّ وصّى الكراديس التي بإزاء الميمنة [٣٤] والميسرة أن يناوشوهم مناوشة خفيفة بمقدار ما يشغلهم عن أن يصيروا مددا لمن فى القلب ولا يطلبوا المناجزة بل يقفوا


[١] . جمرة العساكر: الذين انضمّوا، فصاروا يدا واحدة.

<<  <  ج: ص:  >  >>