للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

خراسان وكتب ما كان إلى وشمكير بالصورة واستنجده. فأنجده بعسكر قوىّ ثمّ أتبعه أيضا بعسكر ثان مع شيرج [١] بن ليلى وحاصر ابن محتاج ما كان واشتدّ به الحصار إلى أن أكل أصحابه لحوم الجمال والبغال.

فانتهز هذه الفرصة ركن الدولة الحسن بن بويه واغتنم شغل وشمكير بما كان فطمع فى الرىّ وكاتب أبا علىّ ابن محتاج صاحب جيش خراسان [٣٢] وأشار عليه بمناجزة القوم ووعده بالمعاونة وكذلك فعل عماد الدولة كاتبه وأشار عليه بالمناجزة ووعده بأن يسيّر أخاه إلى الرىّ فى عسكر قوىّ.

وعرف وشمكير الخبر وكتب إلى ما كان بالصورة وأشار عليه بتسليم جرجان إلى الخراسانية وكتب إلى شيرج [٢] وإلى سائر عسكره بالانصراف ففعل ما كان ذلك وعاد الجيش بأجمعه إلى الرىّ وحصل ما كان بسارية وتمكّن ابن محتاج من جرجان واتصلت المكاتبة بينه وبين عماد الدولة وركن الدولة واستحكمت المودّة بينهم واتّفقوا على حرب وشمكير حين اختلط عسكراهما وصارا عسكرا واحدا واشتملت عدّة العساكر على سبعة آلاف من الديلم والجيل سوى الأتراك والعرب وأظهرا من السلاح والجنن والآلات والدوابّ أمرا عظيما. فترافدا فى التدبير لأنّ وشمكير كان منفردا بإطلاق النفقات والأموال وإقامة الأنزال [٣] والعلوفات وتفقّد القوّاد والرجال لأنّ الرىّ وأعمالها كانت فى يده.

فأمّا ما كان فإنّه تفرّد بمباشرة الحرب وترتّب منها فى القلب. فسار ابن محتاج على طريق الدامغان حتّى قرب منها وأقام الديلم والجبل مصافّها


[١] . وفى مط: شرز بن ليلى.
[٢] . وفى مط: سيرج (بالسين المهملة) .
[٣] . وفى مط: الأتراك، بدل «الأنزال» .

<<  <  ج: ص:  >  >>