للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

المقادير [١] التي أزعجتنى فأعلم أنّها كانت بمعاص لحقتني وخطايا قد أحاطت بى، ولو طال مقامي عنك يا أمير المؤمنين لخفت أن يذهب عقلي إشفاقا على قربك، وأسفا على فراقك، وأن يعجل بى عن إذنك الاشتياق إلى رؤيتك.

فالحمد لله الذي عصمنى فى حال الغيبة، وأمتعنى بالعافية، ومسكنى بالطاعة وحال بيني وبين استعمال المعصية، ولم أشخص إلّا عن رأيك ولم أقدم إلّا عن إذنك ولم يخترمنى أجلى دونك، والله يا أمير المؤمنين، فلا أعظم من اليمين بالله، لقد عاينت ما لو تعرض لى الدنيا كلها، لاخترت قربك ولما رأيتها عوضا من المقام معك.» ثمّ أثنى عليه [٥٥٨] ثناء طويلا.

ثمّ ولّى الرشيد جعفرا خراسان وسجستان، فاستعمل جعفر عليها محمّد بن الحسن بن قحطبة.

[ودخلت سنة إحدى وسنة اثنتين وثمانين ومائة]

ولم يجر فيهما على ما بلغنا ما يليق ذكره بهذا الكتاب.

[ودخلت سنة ثلاث وثمانين ومائة]

[خروج خاقان الخزر]

وفيها كان خروج ملك الخزر من باب الأبواب وإيقاعهم بالمسلمين هنالك وأهل الذمّة وسبيهم أكثر من مائة ألف فانتهكوا أمرا عظيما لم يسمع فى الأرض بمثله [٢] .


[١] . كذا في آوالطبري (١٠: ٦٤٢) : ومخرجي والمقادير. ما فى الأصل غير واضح.
[٢] . وفى آ: سبب مثله، بزيادة «سبب» .

<<  <  ج: ص:  >  >>