للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

على النجف، وحصّنه، وضمّهم فيه، ووكّل بهم حرسا. ثم نادى في الناس بالغزو، فتأهّبوا لذلك، وانتشر الخبر في من يليهم من العرب، فخرجت إليهم طوائف منهم مسالمين فأحسن إليهم، وأنزلهم بختنصّر شاطئ الفرات، فابتنوا موضع معسكرهم، وسمّوه: «الأنبار» وخلّى عن أهل الحيرة، فاتّخذوها منزلا مدّة حياة بختنصّر. فلمّا مات انضموا إلى أهل الأنبار وبقي ذلك الحير خرابا. [٥٣]

[وملك كي بشتاسف بن كي لهراسف]

فبنى مدينة فسّا، وهو أول من عرف بسط دواوين الكتّاب، لا سيّما ديوان الرسائل، وأمر الكتّاب أن يطيلوا كتب الرسائل، ويذكروا فيها الأسباب والعلل.

وكان له ديوانان: أحدهما ديوان الخراج، والآخر ديوان النفقات. فكان كلّ ما يرد، فإلى ديوان الخراج، وكل ما يخرج من جيش وغيره، فإلى ديوان النفقات. وكان من رسم الوزير- واسمه: «برزج فرمذار» [١]- أن يكون له خليفة يسمى:

«إيرانمارغر» [٢] ، يصل إلى الملك، ويعرض عليه وينوب عن الوزير. فأمّا المتقلّد لديوان الرسائل فيسمّى: «دبيرفذ» [٣] ، وكان له كاتب موكّل بدار المملكة، فان وقع على أحد تقصير في منزلة، أو حطّ في درجة، رجع إلى ذلك الكاتب حتى يبيّن حال مرتبته، فيجري عليه رسمه.

[ظهور زردشت]

وظهر في أيامه زردشت [٤] ، وأراده على قبول دينه، فامتنع من [٥٤] ذلك، ثم


[١] . مط: برزج فريدار.
[٢] . مط: ابدا مارعن! بالفهلوية:Eran -amargar:المحاسب، أو المحصى لإيران (حب) .
[٣] . دبيربد. بالفهلوية) Dipir -pat:حب) .
[٤] . الطبري: زرادشت بن اسفيان (٢: ٦٧٥) . بالأفستائية:Zarathushtra:صاحب البعران الصفراء. اسم

<<  <  ج: ص:  >  >>