للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

من عسكره من الدوابّ والبغال أكثر من عشرة آلاف رأس ومن العين والورق ما يكلّ عن حمله ومن جرب [١] المسك أمر عظيم.

وتخلّص محمد بن طاهر وكان مثقلا بالحديد، خلّصه الذي كان موكّلا به، وكتب كتاب الفتح إلى بغداد وقرئ على الناس، ورجع المعتمد إلى المدائن ومضى أبو أحمد الموفّق وقبض على ما لأبى الساج من المنازل والضياع فأقطعها مسرور البلخي، وقدم محمد بن طاهر بن عبد الله بغداد وقد ردّ إليه العمل وخلع عليه على مرتبته، فنزل دار عبد الله بن طاهر فلم يعزل أحدا ولم يولّ، وأمر له بخمسمائة ألف درهم.

وفيها وجّه صاحب الزنج جيوشه إلى البطيحة ودست ميسان ذكر الخبر عن طمعه فى ذلك

لمّا انصرف موسى بن بغا عن أعمال المشرق وصار النظر لأبى أحمد الموفّق وضمّ أبو أحمد [٥٠٣] كور دجلة إلى مسرور البلخىّ وتشاغلوا بحرب يعقوب، خلت كور دجلة من عمّال السلطان وعساكره سوى المدائن.

فوجّه صاحب الزنج أحمد بن مهدى من أهل جبّى فى سميريّات فيها رجال رماة إلى نهر المرأة [٢] ، فجعل الجبّائى يوقع بالقرى.

فكتب إلى صاحبه:

- «إنّ البطيحة خالية من رجال السلطان، لانصراف مسرور وأصحابه إلى محاربة يعقوب بن الليث.» فأمر صاحب الزنج رجلا من باهلة يقال له عمير بن عمّار- كان عالما


[١] . فى مط: حرق المسك. والطبري (١٢: ١٨٩٤) كالأصل: جرب.
[٢] . نهر المرأة: نهر بالبصرة، حفره أردشير الأصغر، والمرأة اسمها: طماهيج (مراصد الإطلاع) .

<<  <  ج: ص:  >  >>