للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كان بعد ثلاثة أيّام صار ابن مقاتل إلى ابن رائق فقال له:

- «أشرت بذلك الرأى على الهاجس وظاهر النظر. فلمّا تأمّلت الحال وجدت الصواب معك لأنّك إن تركت الأهواز فى يد ابن البريدي وأخوته بعد ما حصل لهم من الأموال ازداد كلّ يوم قوّة وطمعا ومدّوا أيديهم إلى غيرها من أعمالك وبلدانك ودبّ فسادهم إلى عسكرك بكثرة ما يبذل ويعطى ولا يبعد بعد ذلك منازعتهم لك على أمرك هذا. وإن خرجت إليهم بنفسك فهي حرب ولا تدرى كيف تكون، فإن كانت عليك لم تشدّ منها حزاما [١] أبدا، وإن وجّهت [٥٦٨] بغير بجكم استضعف وغلب وكسر ذلك قلوب أصحابك ولأن تصدمهم بمثل بجكم وهم لا يطمعون فى مقاومته أصلح. فإن حصل له البلد استأصل شافتهم. ثمّ أنت مالك أمرك: إن شئت أقررته وإن شئت صرفته قبل أن يتمكّن وقبل أن يجتمع أمره ويحدّث نفسه بشيء تكرهه [٢] فاستخر الله وامض أمره.» فقبل رأيه وأمضى أمرى وقلّدنى ولم أستقلّ ولاية الأهواز بذلك المال، وباع ابن مقاتل روحه وروح صاحبه ونعمته بعشرة آلاف دينار واستخلفت أنا مكان الدنانير أضعافها وحصل لى ملك ابن رائق.

شرح حال أبى الحسين أحمد بن بويه وأبى عبد الله البريدي فى قصدهم الأهواز لمحاربة بجكم وذلك فى سنة ستّ وعشرين وثلاثمائة ودخلت سنة ستّ وعشرين وثلاثمائة

قد ذكرنا حال أبى عبد الله البريدي وقصده علىّ بن بويه وأنّه تقدّم إلى


[١] . وفى مط: حراما، بدل «حزاما» .
[٢] . وفى مط: ويحدّث نفسه من يكرهه، بدل «ويحدث نفسه بشيء تكرهه» .

<<  <  ج: ص:  >  >>