بشرا كثيرا، وقوى وسار إلى ما وراء النهر، فوجّه المهدىّ لقتاله عدّة من قوّاده فيهم معاذ بن مسلم، وهو يومئذ على خراسان، ثمّ أفرد المهدىّ لمحاربته سعيدا الحرشىّ، وضمّ إليه هولاء القوّاد. وابتدأ المقنّع بجمع الطعام فى قلعة [٤٩٦] بكسّ [١] عدّة للحصار.
[ظفر بشر بعبد الله بن مروان]
وفيها ظفر بشر بن محمّد بن الأشعث الخزاعي بعبد الله بن مروان بالشام فقدم به على المهدىّ فجلس المهدىّ مجلسا عامّا فى الرصافة وقال:
- «من يعرف هذا؟» فقام عبد العزيز بن مسلم العقيلي فصار معه قائما ثمّ قال له:
- «أبا الحكم؟» قال: «نعم.» قال: «كيف كنت بعدي؟» ثمّ التفت إلى المهدىّ فقال:
- «نعم يا أمير المؤمنين، هذا عبد الله بن مروان.» فعجب الناس من جرأته ولم يعرض له المهدىّ بشيء. ثمّ جاء بعد ذلك بأيّام عمرو بن سهلة الأشعرى فادّعى أنّ عبد الله بن مروان قتل أباه وكثرت الحيل على عبد الله بن مروان. فقدّم عمرو بن سهلة عبد الله بن مروان إلى عافية القاضي وادّعى عليه، فتوجّه الحكم أن يقاد به، وأقام عليه البيّنة. فلمّا كاد الحكم يبرم، جاء عبد العزيز بن مسلم العقيلي إلى عافية القاضي يتخطّى رقاب الناس حتّى صار إليه فقال: