للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والتقيا فى الموضع المعروف بقباب حميد وطالت الحرب بينهما بضعة عشر يوما على اجتهاد شديد بين الفريقين إلّا أنّ توزون كان يتأخّر كلّ يوم ويتقدّم الديلم على سبيل الزحف وعلى عادتهم فى مثل ذلك وكثر القتلى من الجانبين إلى أن عبر توزون نهر ديالى وحصل [١] فى الجانب الذي يلي بغداد وقطع جسورا كان عقدها عليه.

فلمّا صار بينهما النهر ثبت الأتراك وكان مع توزون زبازب وخيل فى الماء فيها غلمان رماة. فكانوا يستولون فى كلّ يوم على قطعة من خزائن أحمد بن بويه وزواريق عسكره ثمّ يحولون بين العسكر وبين الماء فيعطشون [٢] هم ودوابّهم. فرأى معزّ الدولة أن يصعد على ديالى إلى نحو جسر النهروان ليبعد عن دجلة ويقرب من الماء ويحتال للميرة. فقد كانت ضاقت عليه وأحسّ توزون بذلك.

ذكر حيلة تمّت على معزّ الدولة حتّى انهزم بعد استظهار منه

وعبر توزون بخمسمائة من الأتراك مع تكين الشيرازي وألف فارس من العرب فيهم إبراهيم المطوّق وقطينة وأمثالهم من حيث [٨٩] لم يشعر بهم معزّ الدولة. فلمّا سار وسار سواده فى أثره خرج عليهم القوم فحالوا بينه وبين السواد ووقعوا فى العسكر على غير تعبئة. وتعجّل توزون فعبر بجماعة من أصحابه سباحة ولم يزل يقتل ويأسر حتّى ملّ وأفلت معزّ الدولة مع الصيمري ونفر يسير معه بأسوأ حال وحصل بالسوس واجتمع إليه نفر من الفلّ بعد أيام وعاد توزون إلى بغداد.


[١] . وحصل: كذا فى الأصل ومط. والمثبت فى مد: يحصل.
[٢] . فيعطشون هم ودوابّهم: كذا فى الأصل ومد. وفى مط: فيعطشونهم ودوابّهم.

<<  <  ج: ص:  >  >>