للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وليس هذا موضع بسط المقال فى ذكر هذه الفضائل ولكنّا ننتهز الفرصة أوّلا فأوّلا فى إقامة الشواهد والدلائل على تفصيل والدليل على تفضيل زماننا حسب [١] ما قدّمنا ذكره فى صدر كتابنا هذا لتكون أقوالنا محقّقة بالبيان ودعاوينا مصدّقة بالبرهان. فأحسن القول ما صاحبه الصدق فزانه، وأسوأه ما مازجه الكذب فشانه. والله تعالى ولىّ حسن التوفيق بمنّه.

ونعود إلى سياقة التاريخ.

وفى هذه السنة ندب قراتكين الجهشيارى لقتال بدر بن حسنويه وخلع عليه الخلع الجليلة وفيها السيف والمنطقة الذهب وخرج شرف الدولة إلى معسكره لوداعه. [٢٠٥]

[ذكر ما جرى عليه أمر قراتكين فى هذا الوجه]

كان شرف الدولة مغيظا على بدر بن حسنويه لانحرافه عنه وتحيّزه إلى فخر الدولة فلمّا استقرّت قدمه وقرب من طاعته كل جامح شرع فى تدبير أمر بدر. وكان قراتكين قد جاز الحدّ فى التبسّط، فرأى أن يخرجه فى هذا الوجه. فإمّا أن يظفر ببدر ويشفى منه صدره وإمّا أن يستريح من قراتكين فيلغى أمره. فجرد معه من العساكر وأصحبه من الخزائن ما استظهر فيه وعرف تداريجه فاستعدّ واحتشد وتلاقيا على الوادي بقرميسين.

ذكر خدعة تمّت لبدر على قراتكين وعسكره لتفريطهم وقلّة حزمهم

لمّا تواقعوا انهزم بدر حتى توارى عنه، وظنّ قراتكين وعسكره أنّه قد


[١] . بالأصل: خبر.

<<  <  ج: ص:  >  >>