موسى العلوي وأهل بيته إليه كره قتالهم وخرج بجميع من فى عسكره من الخيل والرجل فخلّى لإبراهيم اليمن. فدخل إبراهيم بلاد اليمن وقتل خلقا كثيرا وسبى وأخذ أموالا عظيمة من الناس فسمّى إبراهيم الجزّار.
[جلوس الأفطس]
وفى هذه السنة جلس حسين بن حسن الأفطس وكان خرج من قبل أبى السرايا. فجلس على نمرقة مثنّية خلف المقام فأمر بثياب الكعبة التي عليها فجرّدت منها حتّى لم يبق عليها شيء وبقيت حجارة. ثمّ كساها ثوبين من قزّ رقيق وجّه بهما أبو السرايا مكتوب عليهما:
«ممّا أمر به الأصفر بن الأصفر ابن السرايا داعية آل محمد لكسوة بيت الله وأن يطرح عنه كسوة الظلمة من ولد العباس لتطهّر من كسوتهم وكتب فى سنة تسع وتسعين ومائة.» ثمّ أمر الحسين بالكسوة التي كانت على الكعبة فقسّمت بين أصحابه من العلويّين وأتباعهم، وعمد إلى ما فى خزانة [١] الكعبة من مال فأخذه ولم يسمع بأحد عنده وديعة لأحد من ولد العباس وأتباعهم إلّا هجم عليه فى داره فأخذه. وإن لم يجد عنده شيئا أخذه فحبسه وعاقبه حتّى يفتدى بقدر طوله [١٣٧] حتّى أفقر خلقا وهرب كثير من أهل النعم فتعقّبهم بهدم دورهم، حتّى صار أصحابه إلى أخذ الحرم وأخذ أبناء الناس وتهتّكوا وجعلوا يحكّون الذهب الرقيق الذي فى أسافل رؤوس أساطين المسجد الحرام، فيخرج من الأسطوانة بعد التعب الشديد قدر مثقال ذهبا، وقلعوا الحديد الذي على شبّاك كوى المسجد الحرام وقلعوا شبّاك زمزم وباعوها، فتغيّر لهم الناس ولعنوهم.
[١] . ما فى الأصل: خزاية. فى آومط والطبري (١١: ٩٨٨) : خزانة.