أمر كاتبه أن يكتب كتابا عن السلطان إليه بالتعويل فى تدبير الأمور [١٣٤] عليه ثم أمره بإحضار ركابي غريب وتسليم الكتاب إليه ومواقفته على الدخول بالكتاب عند احتفال المجلس بالناس مغبّر الثياب والوجه كأنّه بشعت بشعث [١] الطريق ففعل ذلك.
فلمّا كان فى غد ذلك اليوم واجتمع الناس دخل الركّابىّ على تلك الصورة وأوصل الكتاب إليه.
فلمّا أخذه المظفر قبّله ودفعه إلى الكاتب فقرأه وأظهر الاستبشار وقال لأبى المعالي فى الوقت:
- «قم إلى أمّك.» وتظاهر بالإمارة ثم أحضر الجند وتوثّق منهم، وقد كان أباد من خاف جانبه ولم يبق إلّا من أمن بوائقه، وتلقّب بالموفّق واستمال القلوب وعدل عن الطريق الأول.
[ذكر ما اعتمده من حسن السيرة]
لمّا استتبّ له الأمر على ما أراد حمل الناس على محجّة العدل وخفض لهم جناح اللين وكفّ يده عن القتل واستعمل الرأفة بعد تلك الفظاظة والرحمة، بعد تلك القساوة.
وردّ على أرباب الضياع ما كان قبضه عمران وولده منهم وأجرى على