للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والغضب، حتّى رشّوا على وجهه الماء وأفاق، وجرى بينهم كلام كثير وبلغ ذلك أصحابه وهم على الباب. فصاحوا صيحة واحدة واخترطوا سيوفهم ودخلوا على المعتزّ مصلتين فلمّا رأى ذلك المعتزّ دخل وتركهم فأخذ صالح ابن وصيف بن إسرائيل وابن مخلد وأبا نوح عيسى فقيّدهم وثقّلهم بالحديد وحملهم إلى داره.

فقال المعتزّ لصالح قبل أن يحملهم:

- «هب لى أحمد، فانّه كاتبي وهو ربّانى.» فلم يفعل ذلك صالح ثمّ ضرب ابن إسرائيل حتّى كسرت أسنانه وبطح ابن مخلد فضرب مائة مقرعة. وكان عيسى بن إبراهيم محتجما فلم يزل يصفع حتّى جرت الدماء من محاجمه وأخذت خطوطهم بمال جليل قسّط [١] عليهم.

وبعث المعتزّ إلى أبى عبد الله بن محمد بن يزداذ المروزي فحمل ليستوزره.

وبعثت قبيحة أمّ المعتزّ إلى صالح بن وصيف فى ابن إسرائيل:

- «إمّا حملته إلى المعتزّ وإمّا ركبت إليك فيه.» ثمّ قدم جعفر بن محمود ومال إليه الأتراك، ولم يكن للمعتزّ فيه أرب فولى الأمر والنهى.

خلع المعتزّ وموته

ولثلاث بقين من رجب خلع المعتزّ ولليلتين خلتا من شعبان أظهر موته. [٢] [٤٣٣]


[١] . كذا فى الأصل والطبري (٢: ١٧٠٧) : قسّط. فى مط: فسقط عليهم.
[٢] . وزاد فى الأصل وآ: «وكان السبب فى خلعه» فحذفناه، لأنّ العنوان الأنسب يأتى بعده، وما

<<  <  ج: ص:  >  >>