للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

- «لا إله إلّا الله، بلغ الأمر إلى هذا؟» فترك ابن مقلة ما كان فى يده وأقبل عليه فقال:

- «حدّثنى شيخنا أبو القاسم رحمه الله- يعنى عيسى بن داود- أنّ المتوكّل على الله لمّا غضب على بختيشوع المتطبّب أنفذ إلى داره لإحصاء ما فى خزائنه فوجد فى خزانة كسوته رقعة فيها ثبت ما اشتراه من الضياع وهو ببضعة عشر آلاف ألف درهم فقد آل أمرها إلى أن تباع بهذا القدر النزر، فعجبا جميعا من ذلك وعاد ابن مقلة إلى شغله وقام علىّ بن عيسى لينصرف [٣٢٩] فقام له الوزير أبو علىّ كما قام لدخوله.

وفى هذه السنة خلع على أبى على ابن مقلة وكنّى وكتب إلى جميع النواحي.

وفيها قلّد أبو عمر قضاء القضاة وكتب عهده.

وفيها أوقع القرمطى بالحاجّ فى البيت الحرام بمكّة وقتل أميرها.

ذكر الخبر عن إيقاع القرمطى بالحاجّ وتخريبه مكّة

كان منصور الديلمي بذرق بالحاجّ فى هذه السنة فسلموا فى طريقهم فلمّا وصلوا إلى مكّة وافاهم أبو طاهر الهجري إلى مكّة يوم التروية فقتل الحاجّ فى المسجد الحرام وفى فجاج [١] مكّة وفى البيت قتلا ذريعا، وقلع الحجر الأسود، وقتل ابن محلب [٢] أمير مكّة وعرّى البيت وقلع الباب وأصعد رجلا من أصحابه ليقلع المرزاب فتردّى الرجل على رأسه ومات، وأخذ أموال


[١] . فى مط: ومن يحاج. بدل «وفى فجاج» .
[٢] . كذا فى الأصل ومط: محلب. فى مد: مجلب.

<<  <  ج: ص:  >  >>