للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قالا: «سرنا يوما وليلة ولم نر شيئا، وخفنا أن يؤخذ علينا بالطريق.» ولم يحفل بهما [١] . ومضى طليحة حتى انتهى إلى نهاوند، وبينها وبين الطزر بضعة وعشرون فرسخا.

فقال الناس: «ارتدّ الثانية.» فلما علم طليحة علم القوم، رجع، حتّى إذا انتهى إلى الجمهور كبّر الناس.

وقال: «ما شأن القوم؟» فأخبروه بالذي خافوا عليه.

فقال: «والله لو لم يكن [دين] [٢] [٤٢٤] إلّا العربية فقط، ما كنت لأجزر هذه العرب العاربة لهذه العجم الطماطمة.» فأتى النعمان، فدخل إليه، وأخبره أن ليس بينه وبين نهاوند شيء يكرهه.

فنادى النعمان بالرحيل وعبّأهم، وجعل على المجرّدة القعقاع بن عمرو، وكذلك جعل على ميمنته وميسرته ومقدمته أهل النجدات.

[إرسال المغيرة بن شعبة إلى الفرس]

فلما اجتمعوا بنهاوند أرسل إليهم الفرس أن: أرسلوا رجلا نكلّمه. فأرسلوا المغيرة بن شعبة.

فلما رجع سألوه عما جرى.

فقال: وجدت العلج قد استشار أصحابه: [٣]- «بأى شيء تأذنون لهذا العربىّ، بالشارة والبهجة أو بتقشّف له؟» فاجتمع رأيهم على أفضل ما يكون من الشارة والعدّة. فتهيّأوا بها. فلمّا أتيناهم كادت تلك الحراب والنيازك يلتمع منها البصر، وإذا هم على رأسه مثل الشياطين،


[١] . كذا في مط والطبري (٥: ٢٦١٧) ، وما في الأصل: لهما.
[٢] . تكملة عن الطبري.
[٣] . أنظر الطبري ٥: ٢٦٤٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>