بن علىّ فى طلب مروان. فسار صالح بن علىّ من نهر أبى فطرس ومعه ابن قنّان وعامر بن إسماعيل وأبو عون. فقدّم أبا عون وعلى [١] مقدّمته وسار فنزل الرملة، ثمّ سار فنزل ساحل البحر وجمع صالح بن علىّ السفن وتجهّز يريد مروان وهو بالفرما، فسار [٣٣٧] على الساحل والسفن حذاءه فى البحر، حتّى نزل العريش، وبلغ مروان، فأحرق ما كان حوله من علف وطعام، وهرب.
ومضى صالح بن علىّ، فنزل النيل، ثمّ سار حتّى نزل الصعيد. وبلغه أن خيلا لمروان بالساحل يحرقون الأعلاف، فوجّه إليهم قوّادا فأخذوا رجالا وقدموا بهم على صالح وهو بالفسطاط، فعبر مروان النيل وقطع الجسر وحرق ما حوله. ومضى صالح يتبعه فالتقى هو وخيل لمروان على النيل، فاقتتلوا، فهزمهم صالح، ثمّ مضى إلى خليج فصادف عليه خيلا لمروان فأصاب منهم طرفا وهزمهم ثمّ ارتحل فنزل موضعا يقال له ذات الساحل. وقدّم أبا عون ومعه شعبة بن كثير المازني، فلقوا خيلا لمروان فهزموهم فأسروا منهم رجالا، فقتلوا بعضهم واستحيوا بعضا وسألوهم عن مروان، فقالوا:
- «إن آمنتمونا دللناكم على مكانه.» فآمنوهم، فأخبروهم به. وساروا فوجدوه نازلا فى كنيسة بوصير، ووافوه فى آخر الليل، فهرب الجند وخرج إليهم مروان فى نفر يسير، فأحاطوا به فقتلوه.
[اتفاق عجيب]
ومن عجيب الأمور التي جرت [٣٣٨] هناك أنّ أبا عون عامر بن إسماعيل