للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[عضد الدولة يملك كرمان]

وفى هذه السنة صفت كرمان لعضد الدولة وملكها وفتح قلعة بردسير [١] وهي خزانة أبى على ابن الياس التي جمع فيها ذخائره على مرّ السنين من الأموال والجواهر والأمتعة الفاخرة.

ذكر السبب فى ذلك كان أبو على ابن الياس لما عاود كرمان بعد إبراهيم بن كاسك جرى مجرى بعض المتصعلكين وآمن ناحية عماد الدولة علىّ بن بويه لما ذكرناه فيما تقدّم فشارك اللصوص وصعاليك القفص [٢] والبلوص فحصل عنده على طول السنين من جهتهم مال عظيم فى القلعة التي وصفناها.

ولما مات علىّ بن بويه عماد الدولة وترعرع عضد الدولة فنّاخسره كان فى نفسه من هذه القلعة ما لا يظهره فلمّا استوحش اليسع بن محمد بن الياس من أبيه صار إلى عضد الدولة وأقام عنده حتى أصلح له نية أبيه وعاد إليه فوعده بولاية العهد ورياسة العسكر.

ولما كان فى هذه السنة وقع القفص [٣] على قافلة عظيمة وغنموا أموالا عظيمة للتجار فخرج إليهم محمد بن الياس يطلب نصيبه من غنيمتهم فأصابه فى الطريق علة الفالج وردّ إلى منزله واستمرت به العلة فجمع أكابر أولاده وهم ثلاثة: اليسع وسليمان والياس، فخاطبهم بما ظنّ أنّه يجمع كلمتهم واعتذر [٣١٩] إلى اليسع من النبوة التي سبقت منه حتى فارقه ثم جمع إليه


[١] . فى مط: بردشير.
[٢] . فى مط: القصص.
[٣] . وهنا فى مط أيضا: القفص.

<<  <  ج: ص:  >  >>