إيقاع حريق وفتنة فى ليلة النيروز المعتضدي لتشاغل الناس بذلك ويهجم على بختيار ويوقع [٣١٧] به وواطأه على ذلك خلق من الجند فظهر له قبل النيروز أنّه عباسي وليس بعلوىّ فتغيّرت نيّته، وتصوّره بصورة المحتال وواجه بعض أولئك الدعاة بذلك وأعلمه أنّه كذّاب مموّه وتثاقل عن نصرته وأظهر الندم.
وخاف محمد بن المستكفى أن يقبض عليه وأحسّ أصحابه ودعاته بذلك فاستوحشوا وتفرقوا، فبعضهم هرب إلى ناحية السواد وبعضهم أمعن فى الهرب. وعرف السلطان خبرهم فكاتب العمال بالتيقظ فى طلبهم وإذكاء العيون عليهم فظفر ببعضهم فأمر بتقريره بالسوط فأقرّ على جماعة أخذوا ولم يزل التتبع يقع حتى حصل محمد بن المستكفى وأخوه فأوصله بختيار إليه واستشرحه الأمر فشرحه بعد أن آمنه على نفسه.
فالتمس المطيع لله من بختيار أن يسلمه إليه مع أخيه، فأبى عليه ودافع عنه وقال:
- «قد آمنته.» فبذل المطيع لله لهما الأمان على النفس. فلمّا حصل الجميع فى يده تقدم بجدع أنف محمد بن المستكفى وقطع أنف أخيه وحبسهما مدّة. ثمّ هربا وخفى خبرهما ووقع الاستقصاء على كل من دخل فى بيعته، فصودروا وأدّبوا ضروب [١] التأديب ولم يقع الإقدام على سبكتكين العجمي ولا على أحد من وجوه الجملة وإنّما خوطب سبكتكين خطابا خفيفا فجنح فى الجواب إلى الإنكار وأغضى عنه وعن الجند. [٣١٨]