رجلا من أهل بيته وأمره بالقيام فى موضعه، فإن ورد عليه مقدّمة ملك الروم واقعه، إلى أن يذهب هو فيواقع هذا العسكر- يعنى عسكر الأفشين.
فقال أميرهم:
- «نعم وكنت ممّن سار مع الملك فواقعناهم صلاة الغداة فهزمناهم وقتلنا رجّالتهم كلّهم وتقطّعت عساكرنا فى طلبهم. فلمّا كان [٢٥٤] الظهر رجع فرسانهم فقاتلونا قتالا شديدا حتّى اختلطوا بنا فلم ندر أين الملك ولم نزل كذلك إلى العصر، ثمّ رجعنا إلى موضع معسكر الملك باللّامس فلم نصادفه، ووجدنا العسكر قد انتقض وانصرف الناس عن قرابة الملك الذي كان الملك استخلفه على العسكر، فأقمنا ليلتنا.
فلمّا كان الغد فإذا الملك فى جماعة يسيرة فوجد عسكره قد اختلّ فطلب الذي كان استخلفه وضرب عنقه وكتب إلى المدن والحصون: لا يأخذوا رجلا [ممن انصرف][١] من عسكر الملك إلّا ضربوه بالسياط حتّى يرجع إلى موضع سمّاه لهم الملك. حتّى إذا اجتمع الناس ناهض ملك العرب وأنفذ الملك خصيّا له إلى عمّوريّة إلى أن يلحقه بها.»
لحوق أشناس، ثمّ المعتصم، ثم الأفشين بأنقرة
فانصرف المسلمون بما أخذوا وتركوا السبىّ والمقاتلة يريدون عسكر أشناس وساقوا فى طريقهم غنما وبقرا كثيرا، وأطلقوا ذلك الشيخ الأسير، وسار أشناس بالأسرى حتّى لحق بأنقرة فمكث أشناس يوما واحدا ثمّ لحقه المعتصم من غد فأخبره بجميع ما ذكره الأسير فسرّ المعتصم. فلمّا كان اليوم
[١] . ما بين المعقوفتين هو من آوالطبري (١١: ١٢٤٣) . وهو ليس لا فى الأصل ولا فى مط.