[ذكر الحال فى حصول أبى على ابن إسماعيل بواسط ناظرا وما جرى عليه أمر الشريف أبى الحسن ابن عمر معه]
قد تقدّم ذكر ما جرى عليه أمره فى استتاره ثم تنقّل من موضع إلى موضع حتى حصل بالبطيحة وعرض له مرض حدث به منه استرخاء فى مفاصله وصار إلى قرية ابراهيم يطلب صحة الهواء بها.
وراسل وروسل وكان بهاء الدولة جميل النية فيه وانضاف إلى ذلك قصور المواد عنه وخروج البلاد عن يده واحتياجه إلى من يدبّر أمره واستقرّ النظر لأبى على وأصعد إلى واسط. فلمّا حصل بها استوحش الشريف أبو الحسن ابن عمر وانصرف من بغداد إلى حلّة مقلّد ورتّب أبا الحسن ابن اسحق كاتبه فى ضياعه بسقى الفرات وتمم إلى البطيحة.
وشرع أبو على ابن إسماعيل فى تتبع أسباب الشريف أبى الحسن وأخرج ثلاثة من المتصرفين لقبض أملاكه ومعاملاته وتحصيل أمواله وغلّاته. فنظروا فيما كان له ببغداد دون ما كان له بسقى الفرات. فإنّ المقلد دفعهم عنها ومكّن أبا الحسن ابن اسحق كاتب ابن عمر منها فكان يتناول ارتفاعها [٤٣٣] وبحمله إليه وهو بالبطيحة فلمّا انصلح ما بين الشريف أبى الحسن وبين أبى على ضمن منه المتصرفين الثلاثة بمال بذله عنهم وأطلق يده فيهم وكان ذلك لؤما منه فما المؤتمر بالظلم بأظلم من الآمر.
[ذكر السبب فى صلاح ما بين الشريف أبى الحسن محمد بن عمر وأبى على ابن إسماعيل]
كان أبو الحسن ابن يحيى السابسى سعى فى الصلح بينهما وانحدر إلى