للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وبطل منذ [٥٣٤] يومئذ أمر الوزارة فلم يكن الوزير ينظر فى شيء من أمر النواحي ولا الدواوين ولا الأعمال ولا كان له غير اسم الوزارة فقط وأن يحضر فى أيّام المواكب. وصار ابن رائق وكاتبه ينظران فى الأمر كلّه وكذلك كلّ من تقلّد الإمارة [١] بعد ابن رائق إلى هذه الغاية وصارت أموال النواحي تحمل إلى خزائن الأمراء فيأمرون وينهون فيها وينفقون كما يرون ويطلقون لنفقات السلطان ما يريدون وبطلت بيوت الأموال.

وفى هذه السنة ملك ابن الياس كرمان وصفت له بعد حروب جرت له مع جيش خراسان.

[إفضاء أمر أحمد بن بويه إلى ملك العراق]

وفى هذه السنة جرت الحادثة على أبى الحسين أحمد بن بويه وأصيب بيده ووقع بين القتلى ثمّ تخلّص وأفضى أمره إلى ملك العراق.

[ذكر السبب فى ذلك]

لمّا تمكّن علىّ بن بويه بفارس وتمكّن أخوه الحسن بن بويه بإصبهان نظر فى أمر أخيه الأصغر أبى الحسين أحمد بن بويه فتقرّر الأمر بينهما مكاتبة ومراسلة على أن يتوجّه إلى كرمان فضمّ إليه علىّ بن بويه عسكرا [٥٣٥] فيه من كبار الديلم ومذكوريها ألف وخمسمائة رجل ونحو خمسمائة رجل من الأتراك ومن يجرى مجراهم.

وكان يكتب لأبى الحسين فى ذلك الوقت رجل يعرف بأبى الحسين أحمد بن محمّد الرازي وكان ممتعا بإحدى عينيه ويعرف بكوردفير [٢] ولم تكن له


[١] . فى مط: الأمان، بدل «الأمارة» .
[٢] . كور، أى الأعمى. دفير (دبير) أى الكاتب، فى اللغة الفارسيّة. أى الكاتب الأعمى. وذلك

<<  <  ج: ص:  >  >>