للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

صناعة ولكنّه كان واسع الصدر شجاعا. فورد السيرجان واستخرج منها مالا وأنفقه فى عسكره وكان إبراهيم بن سمجور الدواتى من قبل صاحب خراسان محاصرا لمحمّد بن الياس بن اليسع الصغدي. فلمّا بلغ ابن سمجور خبر الديلم رجع إلى خراسان ونفّس عن خناق محمّد بن الياس فتخلّص وانتهز الفرصة وخرج عن القلعة التي كان فيها إلى مدينة بم وهي على مفازة تتصل بسجستان. فسار أحمد بن بويه إليه فرحل إلى سجستان من غير حرب فانصرف من هناك وتوجّه إلى جيرفت- وهي قصبة كرمان- واستخلف على بم بعض قوّاده. فلمّا أشرف على جيرفت [١] تلقّاه رسول علىّ بن الزنجي وكان رئيس القفص [٢] والبلوص وهو المعروف بعلىّ بن كلويه [٣] .

وكان هو وأسلافه متغلبين على تلك الأعمال إلّا أنّهم يجاملون كلّ سلطان يرد عليهم ويذعنون له ويحملون إليه مالا [٥٣٦] معلوما ولا يطؤون بساطه.

فبذل لأحمد بن بويه ذلك المال على الرسم. فأجابه بأنّ الأمر فى هذا إلى أخيه علىّ بن بويه وأنّه لا بدّ له من دخول جيرفت. فإذا دخلها كاتبه وراسله فى ذلك وأمره أن يبعد عن البلد. فاستجاب ورحل إلى نحو عشرة فراسخ من البلد فى موضع وعر صعب المسلك.

وتردّدت المراسلات بينهما إلى أن تقرّر الأمر بينهما على أن ينفذ إليه رهينته ففعل وقاطعه عن البلد على ألف ألف درهم يحملها فى كلّ سنة وحمل فى الوقت مائة ألف درهم منسوبة إلى الهدية وغير محسوبة من مال


[ () ] حسب التفسير الوارد فى النصّ.
[١] . فى مط: حتروت. وهو تصحيف.
[٢] . فى مط: القصص، بدل «القفص» .
[٣] . فى الأصل ومط: بعلى كلويه (دون «بن» ) فى هذا الموضع فقط.

<<  <  ج: ص:  >  >>