وفيها كانت الوقعة بين بابك والأفشين بأرشق، قتل فيها من أصحاب بابك خلق كثير وهرب بابك إلى موقان ثمّ شخص منها إلى مدينته التي تدعى البذّ.
ذكر السبب فى ذلك كان المعتصم وجّه مع بغا الكبير بمال إلى الأفشين عطاء لجنده وللنفقات، فقدم بغا بذلك المال أردبيل، فلمّا نزلها بلغ بابك خبره فتهيّأ ليقطع عليه قبل وصوله إلى الأفشين. فقدم جاسوس على الأفشين فأخبره أنّ بغا الكبير قد قدم بمال وأنّ بابك وأصحابه قد تهيّئوا ليقطعوه قبل وصوله إليك.
وكان هذا الجاسوس ورد على أبى سعيد أوّلا فوجّه به أبو سعيد إلى الأفشين وهيّأ بابك كمينا فى مواضع للمال فكتب الأفشين إلى أبى سعيد يأمره أن يحتال لمعرفة صحّة خبر بابك. فمضى أبو سعيد [٢٠٢] متنكرا مع جماعة حتّى نظروا إلى النيران فى المواضع التي وصفها الجاسوس.
فكتب الأفشين إلى بغا أن يقيم بأردبيل حتّى يأتيه رأيه، وكتب أبو سعيد إلى الأفشين بصحّة خبر الجاسوس. فكتب الأفشين إلى بغا يظهر أنّه يريد الرحيل ويشدّ المال على الإبل ويقطّرها ويسير متوجّها من أردبيل كأنّه يريد برزند [١] ، فإذا صار إلى مسلحة النهر أو سار شبيها بفرسخين احتبس القطار حتّى يجوز من صحب المال من قافلة وغيرها إلى برزند، فإذا جاوزت القافلة رجع بالمال إلى أردبيل.
[١] . فى آ: متوجّها من أردبيل يريد زرند. والأصل يوافق الطبري (١١: ١١٧٥) .