للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ففعل ذلك بغا وسارت القافلة حتّى نزلت النهر وانصرف جواسيس بابك إليه يعلمونه أنّ المال قد حمل وعاينوه محمولا. ورجع بغا بالمال إلى أردبيل وركب الأفشين فى اليوم الذي وعد فيه بغا من برزند، فوافى خشّ مع غروب الشمس، فنزل معسكرا خارج خندق أبى سعيد. فلمّا أصبح ركب فى سرّ لم يضرب طبلا ولا نشر علما، وأمر أن تلفّ الأعلام وأمر الناس بالسكوت [١] . وجدّ فى السير ورحلت القافلة التي كانت توجّهت فى ذلك اليوم من النهر إلى ناحية الهيثم الغنوي.

ورحل الأفشين من خشّ [٢] [٢٠٣] يريد ناحية الهيثم ليصادفه فى الطريق، ولم يعلم الهيثم فرحل بمن كان معه من القافلة يريد بها النهر وتعبّأ بابك فى خيله ورجاله وعساكره، وصار على طريق النهر وهو يظنّ أنّ المال موافيه، وخرج صاحب النهر يبذرق من عنده وهو علّوية الذي قلنا إنّه كان هناك، فأخذ يسير نحو الهيثم على رسمه.

فخرجت عليه خيل بابك وهم لا يشكّون أنّ المال معه فقاتلهم صاحب النهر علّوية وأصحابه فقتلوه وقتلوا من كان معه من الجند والسابلة وأخذوا جميع ما كان معهم من المتاع وعلموا أنّ المال قد فاتهم، فأخذوا علمه ولباس أهل النهر ودراريعهم وخفاتينهم ولبسوها وتنكّروا ليأخذوا أيضا الهيثم ومن معه ولا يعلمون بخروج الأفشين، وجاءوا كأنّهم أصحاب النهر. فلمّا جاءوا ولم يعرفوا الموضع الذي كان يقف فيه علم صاحب النهر وقفوا فى غير موضعه، وجاء الهيثم فوقف فى موقفه فأنكر ما رأى فوجّه ابن عمّ له وقال:

- «اذهب إلى هذا البغيض، فقل له: أىّ شيء وقوفك؟»


[١] . فى آ: بالسكون. ما فى تد (٤٧٥) كالأصل: بالسكوت.
[٢] . خش: فى الأصل تخفيف الأخير. وما فى تد (٤٧٣) والطبري بالتشديد.

<<  <  ج: ص:  >  >>