البريّة ورد على الأمير معزّ الدولة رسول الهجريين القرامطة من هجر بكتاب منهم إليه بالإنكار عليه فى سلوك البريّة من غير أمرهم إذ كانت لهم. فلم يجب عن الكتاب وقال للرسول:
- «قل لهم: ومن أنتم حتى تستأذنوا فى سلوك البريّة وكأنّى أنا أقصد البصرة إنّما قصدي بلدكم وإليكم بعد فتحى إيّاها وستعرفون خبركم» .
وكلام فى هذا المعنى فانصرف الرسول.
وانحدر أبو جعفر الصيمري وموسى فياذه فى الماء فملك مسماران ودخل دار البريدي بها بعد حرب يسيرة ووصل الخليفة والأمير معزّ الدولة إلى الدرهمية فاستأمن إليه [١٥٢] جيش البريدي بأسره وهرب أبو القاسم البريدي إلى هجر وملك معزّ الدولة البصرة فأنحلت الأسعار كلّها ببغداد انحلالا شديدا.
وقبض معزّ الدولة على جميع قوّاد البريدي بالبصرة واستخرج أمواله وودائعه وقبض خزائنه وأحرق كل ما وجد له من آلات الماء من الشذاآت والطيارات والزبازب واستدعى لؤلؤا من بغداد فقلّده أعمال البصرة والحرب.
معزّ الدولة يصل إلى الأهواز ليلقى أخاه عماد الدولة
ووصل معزّ الدولة من البصرة إلى الأهواز ليلقى أخاه عماد الدولة وتأخّر الخليفة والصيمري بالبصرة.
وتأخرّ كوركير [١] عن صحبة معزّ الدولة من غير موافقة وقيل: إنّه فى التدبير عليه، وعقد الرياسة لنفسه فوجّه إليه بأبى جعفر الصيمري فامتنع
[١] . لعلّه فى أصله الفارسىّ: گورگير، أى صائد الجور.