للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فدعا أسد بسيف كان لبخارا خذاه [١] ، وضرب عنقه بيده.

ثمّ قدم بعدهم رجل من أهل الكوفة يقال له كثير. فكان يأتيه الّذين لقوا زيادا فيدعوهم. وكان على ذلك سنة أو سنتين، وكان كثير أمّيّا. فقدم عليه خداش [٢] وهو فى قرية يقال لها مرغم، فغلب كثيرا على أمره. ولمّا تعصّب أسد وأفسد النّاس بالعصبيّة، بلغ ذلك هشاما، فكتب إلى خالد: اعزل أخاك.

فعزله، [٣٦] واستأذن له بالحجّ، ففعل. فقفل أسد إلى العراق، واستخلف الحكم بن عوانة الكلبىّ، فأقام الحكم صيفته ولم يغز.

[استعمال هشام بن عبد الملك أشرس على خراسان]

واستعمل هشام بن عبد الملك على خراسان أشرس بن عبد الله السّلمى، وأمره، أن يكاتب خالدا، وكان أشرس فاضلا خيّرا، كانوا يسمّونه: الكامل، لفضله عندهم.

وقال: ولمّا قدم خراسان، فرح به أهلها، فاستعمل على شرطته عميرة أبا أميّة اليشكري، ثمّ عزله وولّى السّمط، واستقضى محمّد بن زيد وكان أوّل من اتّخذ الرّابطة بخراسان، فاستعمل على الرّابطة عبد الملك بن زياد الباهلىّ.

وتولّى أشرس صغير الأمور وكبيرها بنفسه، وكان يحجّ بالنّاس فى هذه السّنين إبراهيم بن هشام. فيقال: إنّه خطب النّاس بمنى فى غد يوم النّحر وقال:

- «سلوني، فأنا ابن الوحيد، لا تسألون أحدا أعلم منّى.» فقام إليه رجل من العراق فسأله عن الأضحية: أواجبة هي؟ فما درى أىّ


[١] . كان لبخارا خذاه: كذا فى الأصل. فى مط: كان لنحارا حداه. وهو تصحيف. والعبارة ساقطة فى آ. وفى مكانها: فأخذ. وما فى الطبري (٩: ١٥٠٢) يوافق ما فى الأصل.
[٢] . خداش: كذا ضبط فى الأصل (بكسر الخاء) . وما فى الطبري (٩: ١٥٠٣) : خدّاش.
زاد فى الطبري: كان اسمه عمارة، فسمّى خداشا لأنّه خدش الدين!

<<  <  ج: ص:  >  >>