للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

من فارس ما وافى ياقوت إلى عسكر مكرم على طريق السوس فلمّا بلغ إبراهيم بن كاسك خبره رحل من رامهرمز إلى أرجان.

وكانت مع ياقوت قطعة من الديلم والأتراك والخراسانيّة فظنّ أنّهم يثبتون وأنّه مستظهر بهم ووافاه أبو عبد الله البريدي والتقيا بعسكر مكرم وأنفق فيه وفى رجاله ثلاثمائة ألف دينار على يد ابن بلوى وابن سريج [١] المنفقين وسيّرهم إلى أرجان [٤٧٠] ووافاه علىّ بن بويه وحاربه بها فانهزم ياقوت هزيمة ثانية لم يفلح بعدها ولا شدّ منها حزاما ولم ينفعه عدد العجم والديلم ولا عجب من أمر الله وتبعه علىّ بن بويه إلى رامهرمز وخيف على الأهواز منه فراسله أبو عبد الله البريدي فى الصلح فاستجاب له وكاتب الوزير أبا علىّ ابن مقلة فيما قرره من الصلح فعرضه على الراضي بالله فأمضاه فانصرف علىّ بن بويه [٢] إلى شيراز وعقدت فارس على علىّ بن بويه بما ذكرناه ونفذ إليه أبو عيسى المالكي باللواء والعهد وكان من أمره ما قدّمت ذكره.

وقتل أبو الحسن علىّ بن بويه أبا سعد إسرائيل كاتبه ذكر السبب فى ذلك

كان السبب فى ذلك أنّ أبا سعد كان مكينا عند علىّ بن بويه يتبرّك به ويكرّمه جدا وكان يقود الجيش وله غلمان أتراك ولبس القباء والسيف والمنطقة وكان قد حارب فى وقت ياقوتا فهزمه. فكان أبو العبّاس الحنّاط القمّى يضرّب عليه دائما ويجتهد فى إفساد رأى صاحبه فيه فلا يقبل منه وينهاه عن ذكره فلا ينتهى إلى أن قال يوما وقد أكثر عليه فى الإغراء به:


[١] . فى مط: وابن شريح.
[٢] . فى مط: فانصرف علىّ من يومه، بدل «فانصرف علىّ بن بويه» !.

<<  <  ج: ص:  >  >>