- «يا هذا إنّ هذا الرجل صحبني وحالي صغيرة وقد بلغت ما ترى ولست أدرى هل [٤٧١] ما وصلت إليه بدولته أم بدولتى وليس إلى تغيير أمره طريق فإيّاك أن تعاودني فيه.» فما أغنى ذلك منه ولا انتهى عن الوقيعة فيه وثلبه.
وكان بين أبى سعد هذا وبين حاجب لعلىّ بن بويه يقال له: خطلخ- وإليه مع الحجبة رئاسة الجيش- عداوة فاتفق أن دعى أبو سعد دعوة عظيمة دعا فيها علىّ بن بويه والقوّاد وأنفق فيها فى الخلع والحملان ما له قدر كثير ودعا خطلخ فلم يستجب إلى المصير إليه واجتهد به فلم يكن فيه حيلة وأصبح أبو سعد من غد يوم الدعوة فأقام على أمره ودعا من يأنس به وانتبه خطلخ من نومه وهو مغتاظ يزعم أنّه لا بدّ له من أن يركب إلى أبى سعد فيقتله لأنّه رأى فى نومه أبا سعيد يريد قتله فاجتهد به خواصّه فى أن يؤخّر ذلك فامتنع وحمل فى خفّه دشنيا وركب وقيل لأبى سعد أنّ خطلخ قد ركب على أن يجيئه فأنكر ذلك لأنّه كان دعاه فامتنع فلم يعرف لمجيئه إليه بغير استدعاء وجها، فاستعدّ ليستظهر وقال لغلمانه:
- «تأهّبوا بالطبرزينات وكونوا مستترين فى المجالس حوله فإن أنكر من خطلخ أمرا صاح بهم فخرجوا ووضعوا عليه.» وحضر خطلخ فتلقّاه أبو سعد وجاء حتّى جلس [٤٧٢] وأخذ يتجنّى ويعربد إلى أن ضرب يده إلى خفّه وأخرج الدشنى فصاح أبو سعد بالغلمان فخرجوا بالدبابيس والطبرزينات ووضعوا على خطلخ ووقع فى رأسه دبّوس فدوّخه وسقط وقدّر أنّه مات وحمل إلى منزله فعاش يومين ومات.
فبادر أبو العبّاس الحنّاط إلى الأمير فى الوقت فوجده نائما فقال للغلمان: