للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

من فيها من القوّاد بأبى الساج وقاتل قتالا شديدا. فلمّا رأى انهزام من هناك مضى متوجّها نحو أبى الساج فأدرك فقتل وقيل إنّه غرق.

[انهزام الترك فى وقعة بغداد]

وفى هذه السنة كانت وقعة عظيمة لأهل بغداد هزموا فيها الأتراك وانتهبوا فيها عسكرهم.

وكان سبب ذلك أنّ أبواب بغداد كلّها فتحت من الجانبين ونصبت المجانيق والعرّادات فى الأبواب كلّها والسيارات [١] فى دجلة وخرج منها الجند كلهم وخرج ابن طاهر وبغا ووصيف وتزاحف الفريقان واشتدّت الحرب إلى باب القطيعة، ثمّ عبروا إلى باب الشمّاسية وقعد ابن طاهر فى قبّة ضربت عليه وأقبلت الرماة من بغداد بالناوكية فى الزواريق، فربّما انتظم السهم الواحد عدّة منهم فقتلهم فهزم الأتراك وتبعهم أهل بغداد حتّى صاروا إلى عسكرهم، فانتهبوا سوقهم وهرب الأتراك على وجوههم لا يلوون على شيء وحملت الرؤوس حتّى كثرت. فجعل وصيف وبغا يقولان:

- «كلّما جيء برأس ذهب والله الموالي واتّبعهم أهل بغداد إلى الروذبار.» ووقف أبو أحمد ابن المتوكّل يردّ الموالي ويخبرهم أنّهم إن لم يكرّوا لم يبق لهم بقيّة وأنّ القوم يتبعونهم إلى سرّ من رأى. فتراجعوا وثاب بعضهم وأقبلت العامّة تحزّ رؤوس من قتل وجعل محمد بن عبد الله يطوّق كلّ من جاء برأس ويصله حتّى كثر ذلك وبدت الكراهة [٣٩٨] فى وجوه من كان مع بغا ووصيف من الأتراك والموالي.


[١] . فى الطبري (١٢: ١٦٢٦) : الشبّارات.

<<  <  ج: ص:  >  >>