وعقد البصرة على علىّ بن الحسين المعروف بأبى القاسم المشرف وسلّمه إليه لعداوة كان يعرفه بينهما، وأخذ خطه بأن يستخرج منه ومن أسبابه مالا عظيما وأصعد عن البصرة لاستتمام منازلة عمران بن شاهين.
وكان هذا العامل- أعنى أبا طاهر- من أهل الشر فكثر خصماؤه [٣٧٤] وطلاب الطوائل عنده فعسفه علىّ بن الحسين وسلّمه إلى مستخرج كان قد وتره، فنالته منه مكاره عظيمة خاف معها أن يسلم فيكون بواره على يده.
فأتى على نفسه ثم ألحق به أخاه وأقاربه وزوجته فأتلف الجماعة بأسرها وعفى آثارها.
ثم عطف علىّ بن الحسين على معامليه ومخالطيه [١] وقوم تأول عليهم فصادرهم لصحة المال الذي ضمنه فما صحّ له من جميع الجهات إلّا البعض وانكسر الباقي وانمحت آثار أبى طاهر من الأرض فلم يبق له بقيّة.
ذكر سوء تدبير بختيار لأمر عمران منذ انحدر من بغداد إلى أن خرج عائدا إليها وما تمّ لعمران من الطمع فيه والاستظهار عليه
كان بختيار لما خرج عن بغداد لمحاربة عمران أظهر أنّه يريد الخروج إلى التصيّد بناحية النعمانية مغالطة لعمران وظنّ أنّه يرهقه عن التحرز منه والاستعداد له.
وقد تفعل الملوك مثل هذا ولكن مع إتمام العزائم والصبر على مطاولة
[١] . كذا فى الأصل ومط: مخالطيه. والمثبت فى مد: مخاطبيه. وهو سهو.