وفيها استأمن أبو الفتح المعروف بابى العربان أخو عمران بن شاهين وصار إلى واسط بحرمه و [١] عياله وولده لأنّه خاف أخاه ودخل بغداد فى ذى القعدة ولقى معزّ الدولة.
وفيها أملك أبو الفضل العبّاس بن الحسين الشيرازي بابنة الوزير أبى محمّد المهلّبى.
وفيها مات أبو القاسم عبد الله بن أحمد بن البريدي.
وفيها أسلم من الأتراك نحو مائتي ألف خركاه.
وفيها انصرف حاجّ مصر بعد أن قضوا حجّهم فنزلوا فى واد بمكة. فلمّا كان بالليل حملهم الوادي وهم لا يشعرون فغرق أهل مصر وكانوا عددا كثيرا جدّا وكبسهم الماء مع أمتعتهم إلى البحر. [٢٤١]
[ودخلت سنة خمسين وثلاثمائة]
اشتداد علّة معزّ الدولة
فيها اشتدت علّة معزّ الدولة وامتنع عليه البول فاشتدّ جزعه وقلقه واستدعى الوزير أبا محمّد المهلّبى فى الليل والحاجب سبكتكين فأصلح بينهما عن وحشة قديمة وبكى وندب على نفسه على عادة الديلم.
فلمّا كان آخر الليل بال دما بشدّة ثمّ تبعه رمل وخفّ ألمه. فلمّا كان من الغد وهو يوم الخميس لخمس خلون من المحرّم سلّم داره وكراعه وغلمانه إلى ابنه عزّ الدولة وفوّض إليه الأمور وجمع المهلّبى الوزير والحاجب