الأوامر فى الأصول، ونصبا أبا الفتح ابن فارس وأبا عبد الله ابن الهيثم لمراعاة الفروع وكانا يحضران فى حجرة لطيفة فى دار المملكة ويوقّعان بإخراج الأحوال وإطلاق الصكاك واستيفاء الأموال وجرت الحال على ذلك إلى أن زال صمصام الدولة.
وورد فى أثر القبض على أبى الريان أبو نصر خواشاذه رسولا عن شرف الدولة ومعه أبو عبد الله ابن خلف فتلقّاه صمصام الدولة فى خواصّه وقوّاده وأكرمه. [١٧٥]
[ذكر ما جرى عليه الأمر فى وروده]
قد كان أبو نصر هذا وأبو القاسم العلاء بن الحسن وأكثر الحواشي الذين مع شرف الدولة يحبّون المقام بفارس لأنّها وطنهم وبها أهلهم ونعمهم وفى جبلّة البشر حبّ الأوطان واختيار الثواء بين الأهل والإخوان.
وكان أبو الحسن محمد بن عمر يشير على شرف الدولة بقصد العراق وهم لا يتابعونه فى الرأى على هذا الاتفاق، ويقولون: غرضه العود إلى مستقرّ قدمه والرجوع إلى بلده وأملاكه ونعمه وأنّ عضد الدولة منذ أعرض عن فارس وأقبل على العراق لم يكن له بال رخىّ ولا عيش هنىّ.
وكان شرف الدولة يوعيهم لهذا الأمر سمعا ويحبّ المقام بشيراز طبعا لأنّ، فيها مولده وبها منشأه ولما قيل:
بلاد بها نيطت علىّ تمائمى ... وأوّل أرض مسّ جلدي ترابها
فلذلك كانت كلمة هذه الجماعة عنده قويّة ومشورتها لديه مقبولة مرضيّة.
فلمّا ورد عليه ما ورد من كتب صمصام الدولة ووالدته وأبى الريّان يبذل