للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بصر بى صاحب البريد، ترجّل فطابت نفسي، ودفع إلىّ كتابا من الرشيد يخبرني فيه بقتله البرامكة وقبضه عليهم، ويأمرنى بالشخوص إليه. فشخصت، فلمّا وصلت عاملني من الإنعام والإكرام ما زاد على أمنيّتى.

وخرجت، فأتيت الجسر، فوجدت جعفرا قد ضرب وسطه، نصفه من جانب [٥٧٦] والنصف الآخر من جانب آخر [١] ، فأكثرت حمد الله وعجبت من الصنع اللطيف ورجوع الكيد عليه.

قال أيّوب بن هارون بن سليمان: كنت أميل إلى يحيى وأنزل معه، فكنت معه تلك العشيّة، فلمّا كان فى السحر وافانا خبر مقتل جعفر وزوال أمرهم، قال: فكتبت إلى يحيى أعزّيه، فكتب إلىّ:

- «أنا بقضاء الله راض، وبالخيار منه عالم، ولا يؤاخذ الله العباد إلّا بذنوبهم وما ربّك بظلّام للعبيد.» وأكثرت الشعراء فى مراثيهم وأطالت.

[وفى هذه السنة غضب الرشيد على عبد الملك بن صالح وحبسه ذكر السبب فى ذلك]

كان لعبد الملك بن صالح ابن يقال له عبد الرحمن من رجال البأس [٢] له لسان على فأفأة فيه وكان كاتبه قمامة يصادقه فجرت بينهما وبين أبيه


[١] . قس هذه العبارة بالعبارة السابقة.
[٢] . مهمل الثاني فى الأصل وآ. فى مط: البأس. فى الطبري (١١: ٦٨٨) : الناس. ورجّحنا ما فى مط.

<<  <  ج: ص:  >  >>