للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

دابّة عليها أربعون رجلا. ثمّ اكتب إلى أمراء الأجناد يوافونى.» ففعل ذلك هشام، فأصاب سعيد بن عمرو للتّرك ثلاثة [١] جموع وفودا إلى خاقان بمن أسروا من المسلمين وأهل الذّمّة. فاستنفذ الحرشىّ ما أصابوا، وأكثر القتل فيهم.

ثمّ أنفذ هشام أخاه مسلمة بن عبد الملك فى أثر التّرك، فسار فى شتاء شديد البرد، ومطر وثلوج، فطلبهم، حتّى جاز الباب، وخلّف الحارث بن عمرو الطائىّ بالباب.

[وقعة الجنيد مع الترك]

وفى هذه السّنة كانت وقعة الجنيد مع التّرك ورئيسهم خاقان بالشّعب. وفيها قتل سورة بن أبجر والأشراف.

وقد قيل: إنّ هذه الوقعة كانت فى سنة ثلاث عشرة.

وكان سبب ذلك أنّ الجنيد بن عبد الرّحمن خرج [٥٨] غازيا فى هذه السّنة يريد طخارستان، فنزل على نهر بلخ، ووجّه عمارة بن خزيم إلى طخارستان فى ثمانية عشر ألفا، وإبراهيم بن بسّام الليثي فى عشرة آلاف فى وجه آخر.

وجاشت التّرك، فأتوا سمرقند، وعليها سورة بن أبجر أحد بنى دارم. وكتب سورة إلى الجنيد:

- «انّ [٢] خاقان جاش بالتّرك، فخرجت إليهم، فما قدرت أن أمنع حائط سمرقند، فالغوث!»


[١] . ثلاثة جموع: ما فى الأصل ومط: ثلاث جموع. وما فى الطبري (٩: ١٥٣١) : ثلاثة جموع.
[٢] . فى الأصل ومط وحواشي الطبري: «أن ينزل خاقان جاش بالتّرك» بزيادة «ينزل» وهذه الكلمة زايدة مقحمة، وهي غير موجودة فى الطبري. (٩: ١٥٣٢) .

<<  <  ج: ص:  >  >>