للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

من الإحسان، وأنّها ترجو أن يريهم الله من الرفاهة والاستقامة بمكانها، ومن العدل وحفظ الثغور ما يعلمون به أنه ليس ببطش الرجال تدوّخ البلاد، ولا ببأسهم تستباح العساكر، ولا بمكائدهم ينال الظفر، وتطفأ النوائر، ولكنّ ذلك كلّه بالله عزّ وجلّ، وحسن النيّة، واستقامة التدبير. وأمرت بالمناصحة وحسن الطاعة، وردّت خشبة الصليب على ملك الروم. وكان ملكها سنة وأربعة أشهر. [٢٦٩]

[ثم ملك بعدها رجل يقال له: جشنسبنده [١]]

وكان ملكه أقلّ من شهر، ولم يظهر له أثر تستفاد منه تجربة.

[ثم ملكت آزرمى دخت ابنة كسرى أبرويز]

كانت آزرمى دخت من أجمل نساء دهرها، وكان عظيم فارس يومئذ «فرّخ هرمز» إصهبذ خراسان، وأرسل إليها: يسألها أن تزوّجه نفسها، فأرسلت إليه:

- «إنّ التزويج للملكة غير جائز، وقد علمت أنّ إربك فيما ذهبت إليه، قضاء حاجتك منّى، فصر إلىّ ليلة كذا وكذا.» ففعل [فرّخ هرمز] [٢] ، وركب إليها في تلك الليلة، وتقدّمت آزرمى دخت إلى صاحب حرسها أن يترصّده في الليلة التي تواعدا الالتقاء فيها، حتّى يقتله. فنفذ صاحب حرسها لأمرها، وأمر به فجرّ برجله، وطرح في رحبة دار المملكة. فلمّا أصبح الناس ورأوه، علموا أنّه لم يقتل إلّا لعظيمة. فأمرت بجثّته فغيّبت.

وكان رستم بن فرّخ هرمز هذا عظيم البأس قويّا في نفسه وهو [٢٧٠] رستم صاحب القادسية الذي تولّى قتال العرب من قبل يزدجرد في ما بعد، وسنحكى


[١] . في الطبري: جشنسده (٢: ١٠٦٤) ، وابن الأثير: خشنشبنده (١: ٤٤٩) ، والصحيح: جشنسبنده، معرّب گشنسب بندك.GusnaspBandak وجاء في بعض الأصول: جشنسفنده.
[٢] . في الأصل: «خره هرمز» وما أثبتناه يؤيده الطبري ومط.

<<  <  ج: ص:  >  >>