للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وكان زياد بن عبد الرحمن وأصحابه قد وجّهوا أبا سعيد القرشىّ مسلحة فيما بين الفود [١] وبين قرية يقال لها: بامديان، [٢] لئلا يأتيهم أصحاب أبى داود من خلفهم.

ذكر اتفاق عجيب وقع على أصحاب زياد حتّى انهزموا وقتلهم أبو داود

لمّا اجتمع أبو داود وزياد وأصحابهما واصطفّوا للقتال أمن أبو سعيد القرشي أن يؤتى زياد وأصحابه من خلفهم، فرجع وكانت أعلام أبى سعيد وراياته سودا. فلمّا خرج عليهم من سك الفود من وراءهم نظروا إلى الرايات السود، فظنّوها كمينا لأبى داود، وكان القتال قد نشب بين الفريقين، فانهزم زياد وأصحابه واتبعهم أبو داود، فوقع عامّه أصحاب زياد فى نهر السّرخيان، وقتل عامّة رجالهم المتخلّفين، ونزل أبو داود عسكرهم، [٣] وحوى ما فيه ولم يتبعهم.

وأقام أبو داود يومه ذلك ومن الغد، ولم يدخل بلخ واستصفى أموال من قتل بالسّرختان ومن هرب من العرب وغيرهم واستقامت بلخ لأبى داود.

ثمّ كتب إليه أبو مسلم [٢٩٧] يأمره بالقدوم عليه، ووجّه النضر بن صبيح المرّىّ على بلخ، وقدم أبو داود، فاجتمع رأى أبى داود ورأى أبى مسلم على أن يفرّق بين علىّ وعثمان ابني الكرماني. فبعث أبو مسلم عثمان عاملا على بلخ فلمّا توجّه إليها استخلف الفرافصة [٤] بن ظهير على مدينة بلخ. وأقبلت


[١] . فى الطبري (٩: ١٩٩٨) : العود
[٢] . فى الطبري (٩: ١٩٩٨) : امديان.
[٣] . فى الأصل: وعسكرهم. (بزياد الواو) وما فى آ، والطبري من دون واو.
[٤] . الفرافصة: كذا فى الأصل وآ والطبري (٩: ١٩٩٩) . فى مط: الفراقصة.

<<  <  ج: ص:  >  >>