وبذلوا له من نفوسهم ما أحبه فسألهم أن يسير معه نفر منهم إلى طريق عانة ففعلوا وعدل إلى مدينة السلام فاستقرّ الأخوان بها فى ذى الحجة سنة ستّين وثلاثمائة وكتب بختيار إليهما بالانحدار إليه إلى واسط فانحدرا ووصلا إليه فى صفر سنة إحدى وستّين وثلاثمائة وتلقاهما وأكرمهما وأمر بحمل أنزال كثيرة إليهما وردّهما إلى بغداد بعد أن حمل إلى كل واحد عند رحيلهما هدايا كثيرة من الثياب والورق والطيب والدواب والبغال والمراكب.
وسنذكر ما انتهت إليه أحوالهما بعد ذلك إن شاء الله.
ذكر تدبير دبّره الوزير أبو الفضل على سبكتكين لما استوحش منه فانعكس عليه
قد قلنا انّ أبا الفضل اتهم سبكتكين بأنّه ستر أبا الفرج وأبا محمد وحامى عليهما وأنّه يريد أن يسعى لأبى الفرج فى الوزارة وكان سبكتكين اتهم أبا الفضل بأنّه دبر على أبى قرّة حتى قتل بعد ذلك بالعذاب الطويل فشرع أبو الفضل فى استصلاح سبكتكين بكل وجه وحيلة فلم يجد إلى ذلك سبيلا فصبر حينئذ على عداوته وأخذ فى التدبير عليه.
فكان من ذلك أن أشار على بختيار بأن يستدعى آزاذرويه من الأهواز ويزيد فى حاله ومحله ويقيمه كالضد لسبكتكين لينجذب الأتراك [٣٧١] إلى هذا ويفلّهم عن ذلك فقبل بختيار بما أشار به عليه.
وورد بختكين واسطا فعظم أتم تعظيم وفخّم أمره أشد تفخيم وعقدت عليه واسط مضافة إلى الأهواز فلم يتم ما قدر من انفضاض [١] الأتراك عن سبكتكين وذاك أنّهم تنبهوا على المقصد وعلموا أنّه إنّما دبر على تفريق