موسى فأتاه القوّاد ليذهبوا به إلى الجوسق وهو على بغل باكاف. فلمّا صاروا به إلى حدّ المنارة ضربه رجل من أصحاب مفلح ضربة من ورائه على عاتقه كاد يقذّه ثمّ احتزّوا رأسه فوافوا به المهتدى وهو فى بركة قباء رجل من غلمان مفلح يقطر دما وقد قام لصلاة المغرب فلم يره فلمّا قضى صلاته وجاءوه برأسه لم يزدهم على أن قال:
- «واروه.» وأخذ فى تسبيحه.
فلمّا كان من الغد طيف به على قناة ونودى عليه:
- «هذا جزاء من قتل مولاه وأمر بقتل مولاه.» ونصب بباب العامّة، فعل ذلك [٤٧١] به ثلاثة أيّام.
وفى رجب من هذه السنة خلع المهتدى وقتل ذكر سبب خلعه وقتاله الأتراك وظفرهم به وقتلهم إيّاه
كان ظهر مساور الشاري بناحية الموصل فكثر اتباعه وعيثه وهزم عدّة جيوش للسلطان. فندب له موسى بن بغا فوضع موسى العطاء لأصحابه وكان على مناجزة الشاري وقصده طريق خراسان.
فقال بعضهم:
سبب ذلك أنّ المهتدى استمال بايكباك وهو مقيم مع موسى فى وجه مساور الشاري وكتب إليه أن يضمّ العسكر الذي مع موسى إلى نفسه وأن يكون هو الأمير، وأراد منه أن يفتك بموسى ومفلح ويقيّدهما ويحملهما إليه.
فمضى بايكباك بالكتاب إلى موسى وقال:
- «إنّى لست أفرح بهذا وإنّما هذا تدبير علينا جميعا وإذا فعل بك شيء