لمّا حضر سأل عمّا يقوله البدوي فأخبر به فقبض لؤلؤ على يده وقال له:
- «أين أهلك.» فقال:
- «فى المرج على فرسخ.» فاستدعى جماعة من غلمانه وأمرهم أن يسرعوا إلى الحلّة ويقبضوا على بكجور ويحملوه فتوجّهوا وهو قابض على يد البدوي، والبدوي يستغيث.
فقدم لؤلؤ إلى سعد الدولة وقال:
- «يا مولانا لا تنكر علىّ فعلى، فإنّه منى عن استظهار فى خدمتك فلو عاد هذا البدوي إلى بيته لم نأمن أن يبذل له بكجور مالا جمّا فيقبل منه وتطلب منه بعد ذلك أثرا بعد عين والذي طلبه البدوي مبذول وما ضرّ الاحتياط.» فقال له سعد الدولة:
- «أحسنت يا أبا محمد، لله درك.» ولم يمض ساعات حتى أحضر بكجور فشاور سعد الدولة لؤلؤا فى أمره، فأشار عليه بقتله خوفا من أن تسأل أخت سعد الدولة فيه فيفرج عنه، فأمر عند ذلك بضرب عنقه.
فسار سعد الدولة إلى الرقّة فنزل عليها وفيها سلامة الرشيقى وأبو الحسن المغربي وأولاد بكجور وحرمه وأمواله ونعمه. فأرسل إلى سلامة يلتمس منه تسليم البلد فأجابه:
- «بأنّى عبدك وعبد عبدك إلّا أنّ لبكجور علىّ عهودا ومواثيق لا مخلص